طعم النجاح.. خاطرة

الكاتب: محمد السقاف | يوم: 18 مارس 2009 | التصنيف: خواطر , فكر | 735٬508 قراءة | طباعة

طعم النجاح

تأملت في صورة النحلة برهة، بين إعجاز تكوينها وبديع صنع الخالق، وبين جمال مسلكها حتى يضرب المثل بها، وفي الحديث: ” مثل المؤمن مثل النحلة لا تأكل إلا طيبا ولا تضع إلا طيبا” .. تأملات عطرت جو صباحي الباكر، وأخذتني من زحمة أعمال الأسابيع الماضية، إلى سويعة أخلو بها مع نفسي لأدون ماجال بخاطري حول: طعم النجاح ..

نجاح.. على حساب من ؟!

بين الوهم والفهم شعرة.. وبعض الفهم وهم يتصوره العقل أنه حقيقة ثابتة أو رأي صائب عن استنتاج وقرار حكيم، فتجده يسير خلفه بل ويدعمه بكل ما أوتي، ويسعى لنشره فيمن حوله، على الرغم من أنه مخطئ في ذلك، ولكنه الهوى يعمي ويصمي.. ولذا حرص السابقون على أن يكون علمهم ملحا وأدبهم دقيقا، فنجحوا وفازوا ولكن على حساب من ؟

من أمثلة هذا الفهم الخاطئ: فكرة النجاح على حساب خسارة الآخرين والعكس، فمثالا قصة نبي الله يوسف عليه السلام وإخوته، لما أرادوا الفوز بالقرب من أبيهم قادهم تفكيرهم أن السبيل لذلك بالتخلص من أخيهم، (اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلُ لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين)، ويهود المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كالوا للنبي وأصحابه العداء ونقض العهود والتآمر والخيانة، مع أنهم كانوا في عهد وصلح، ولكن نظرة أن نجاحهم في خسارة غيرهم أودت بهم إلى ماذا؟

أما إخوة يوسف فقد عاشوا حياة البؤس والنكد وأصبح أبوهم حزينا كاظما ذلك في نفسه، وأما اليهود فقد أجلاهم النبي من المدينة وألغى العهد معهم، واليوم على ألسنة الأجيال الحديثة عبارات تتردد تحمل نفس الفحوى والمضمون، مثل: فرق تسد.. والعجيب أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع وساد، وألف وقارب ووحد وآخى.. فأين الفهم وأين الوهم !!

نجاح متكامل..

إنجاز عمل دون آخر والمبادرة إليه دون غيره، نقطة تعود إلى ترتيب الأولويات في حياة كل منا، وربما نهمل ذلك لسببين: [ إما من قلة العلم أو تعلق الهوى ببعض الأعمال ] اهـ.. أي ميل النفس إليها وكونها أسهل أو أحب من غيرها، وسأذكر أربع نطاقات يسعى الإنسان لتطويرها في حياته العملية :

1. التخصص: فكل شخص لابد أن يتخصص في أمر ما، يحكمه ويتقنه بشكل خاص أكثر من معارفه الأخرى، يبني تعلمه ونجاحاته على بعضها فتشكل له حصيلة قيمة علمية وعملية.

2. الثقافة العامة: بشكل تزايدي، في تحصيل ثقافة عامة حول أساسيات مهارات واحتياجات الأعمال كل يوم، ليتمكن من العمل مع فريق متعدد المهام، ويصبح هو كذلك وقت الحاجة مع الحفاظ على تخصصه، وليبقي رأيه الشخصي في المناقشات والمقترحات.

3. العلاقات : القدرة على العمل مع فريق والتواصل بشكل فعال، ضمن وخارج مجموعة عملك المعتادة.

4. الاستقلال والثبات : بالسير ضمن خطة وهدف خاص بك شخصيا، وضمن قناعاتك، لابحسب مايتحدث عنه الناس أو يرونه مناسبا أو جديدا، فتحقق نجاحات مستقرة منتظمة، وإن كانت بطيئة.

طعم النجاح..

هل ياترى هو طعم يذاق، أو عبير وعطر يشم، ربما وجدت منه نصيبا في قراءة الأسطر السابقة، وربما وجدته إحساسا كامنا ينبعث فجأة ليضفي إليك المزيد من الطاقة والهمة، أو يبعث فيك الطمأنينة والسكينة، فترتسم ابتسامة مفعمة بالحيوية، نورها يسري لكل من يراك.

ومن أراد العسل صبر على لسع النحل، ودائما أقول: نية طيبة ورب كريم، وبالله التوفيق..

محمد السقاف

الكاتب: محمد السقاف | يوم: 18 مارس 2009 | التصنيف: خواطر , فكر | 735٬508 قراءة | طباعة

التعليقات:

اترك تعليقاً | عدد التعليقات: (206)