دورة مهارات التعامل – الشركة السعودية للكهرباء “الرياض”
انطلقت في الصباح الباكر إلى موقع الدورة، وازدحام يوم السبت في شوارع الرياض أمر ليس بمستغرب أبدا، ولكن الغريب فعلا أن يكون هذا الزحام الهائل بسبب سلوكيات خاطئة في القيادة، وما دمنا ذكرنا قيادة السيارة، فقد جعلنا من حزام الأمان مدخلا لدورتنا، ولكن!! ما دخل حزام الأمان بدورة مهارات التعامل ؟!
مهارات التعامل
1. السلوك الإنساني behavior :
إذا أرت أن تتعامل مع شخص ما فأنت بديهيا ستبدأ بملاحظة سلوكه وتصرفاته وشخصيته، حتى تختار الأسلوب الأمثل والأفضل للتعامل معه، فليس كل الأشخاص تتعامل معهم بنفس الطريقة، بل الشخص نفسه لاتتعامل معه بكل أحواله بطريقة واحدة دائما.. فهذا هو المنطلق الأول في مهارات التعامل ..
ولكن قد لاتجد الوقت الكافي لتحليل شخصية الطرف الآخر، ومن ثم تحليل السلوك الأنسب للتعامل معه، فهناك عنصر: المفاجأة، والانفعال، والعفوية، إضافة لوجود مقومات أخرى نذكرها لاحقا .. فهذه المهارة مهمة جدا وتتطور مع الإنسان بحسب ممارسته وتعلمه وقدرته على التجرد من مشاعره والنظر إلى الأمور بحيادية ومنطقية وبشكل أهم : النظر من منظار الطرف الآخر .. ولكن هل هي وحدها كافية ؟
2. الاتصال الفعال EFFECTIVE COMMUNICATION :
بعد أن تحلل الحالة والموقف أنت بحاجة لاتخاذ خطوة عملية للتعامل معه، سواء كان ذلك ترحيبا وحفاوة، أو امتصاص لغضب وصدمة، أو توجيها لتعليمات وأعمال جديدة، وكل ما يصنف كتعاملات فيما بين الناس.. هذه الخطوة العملية عبارة عن : “تواصل” ونسميه في فن الإدارة الحديث : الاتصال الفعال.. والبعض قد لايوليه اهتماما ويرى بأنه مجرد اللباقة في الحديث والابتسامة وحسن اختيار الكلمات بشكل عام، وحقيقة فهذا جزء من أجزاء من فن الاتصال الفعال، وهناك الاتصالات الشخصية والاتصالات في نطاق العمل، وعمومانلخص الاتصال بنقطتين، فنقول : الاتصال الفعال : 1- أن تعرف ما ذا تريد أن تقوله، 2- كيف ستقول ذلك ..
وإذا أردت أن تختبر نفسك في ذلك، فراقب نفسك خلال يوم أو أسبوع في : مدى إنصاتك لكلام الآخرين وتفهمك لهم، دون ملاحظاتك وستجد الكثير والكثير .. ولكن كن حياديا وفكر من منطق الطرف الآخر ..
3. الصراعات conflict :
الغموض وعدم معرفة مايجري أحد أهم أسبابه بدءا من الفرد في نفسه، والأسرة الواحدة وحتى نصل للشعوب والدول، هناك أسباب أخرى بعضها من الفرد نفسه، وبعضها من الشركة أو المؤسسة، كما أن معالجتها قد تكون على الصعيد الشخصي بـ : 1- إعادة تحديد دور الفرد، 2- إعادة تقييم الفرد لنفسه وحالتها ومتطلباتها، 3- متابعة ردود أفعاله حاليا وبعد كل تعديل في ذلك ..
وعلى المنظمات دائما أن تحرص على وضوح الأمور قدر الإمكان بحسب الحاجة للمعرفة ومدى المعلومة، فهل القطاع أو المنظمات أو المؤسسات التي تضع هيكلها الإداري بكل وضوح لجميع العاملين بها، وطرق التواصل والتنسيق، ومن ولم يتخذ القرار، كذلك إذا وجد بها خطة سنوية واضحة تحقق أهدافها، وتوضح للجميع، مثل التي لا يكون لديها ذلك ؟؟ تلك مجرد عبارات أولية في هذا الفن الذي نراه بسيطا ولا ندرك خطورتها حتى نصل للنقطة التي تليها ..
4. الضغط Stress :
عندما نهمل التنبه لمنشأ الصراعات وتصبح حالة مستمرة، ونفقد حينها الاتصال الصحيح مع الموظفين، وقد يكون ذلك لأننها لم نتفهم حالاتهم ومواقفهم ولم نحللها كي نتعامل معها بالسلوك الأنسب والأمثل، لاشك سيتولد لدينا “الضغط” ومتى أهملناه فتوقع بين لحظة وأخرى حدوث الانفجار.
هذا الانفجار لايعني بالضرورة ما يتصور لذهننا من اشتباكات ومشاكل، ولكن ترك الكفاءات للعمل، وانخفاض مستوى الأداء والإنتاجية، وظهور الأمراض كالضغط وملاحظة استعمال الموظفين للمهدئات، ونوبات القلق والتوتر.. كل هذه إن وصلت لهذا الحد ولم تؤخذ بعين الاعتبار، فماذا بقي بعد ذلك ؟؟
5. القائد Leader :
الآن يأتي دور هذا الرجل الخارق “سوبر مان” أو صاحب العصا السحرية الذي سيغير الأوضاع كلها، ويعيد التوازن للجميع، فهل هذا التفكير صائب؟ من الممكن أن نضيف شخصا نسميه المنقذ، ولكن لانسميه قائدا أبدا، لأن القائد : من يثق فريقه بأنهم قادرون على تخقيق أهدافهم من خلاله .. أي أنه سيكون معهم منذ البدء غالبا، سيتفهم سلوكياتهم، ويتواصل معهم ليأخذ منهم ويعطيهم مالديه، ويراقب نشوء حالات الصراع ويسعى لتجنبها، أما إذا شعر أو لمح وجود ضغط العمل فإنه يستأصله من جذوره، كي لا يحدث ذلك مستقبلا بإذن الله ..
رحلة في عالم واسع
رحلة الإنسان وحده في نفسه بحر لاساحل له، وعالم لاحدود لفضائه، حكمة الله وسرا من أسمائه الحسنى، فكيف بهذه الرحلة وبها العديد من أصحاب هذه الخاصية، ففي كل يوم نلتقي أشخاصا جدد، بل نجد مواقف جديدة مع الأشخاص أنفسهم.. نسيت أن أخبركم عن حزام الأمان وأعتقد أنكم استوعبتم كيف قمنا بتحليل سلوك استخدام الحزام، وتواصلنا حول هذه النقطة، وبحثنا في أبعادها وتأثيرها.. الطريف في الأمر أن شخصا من 17 لايربط الحزام أبدا ولن يربطه، وشخص واحد يربطه بانتظام، والبقية تربطه فقط عند السفر أو الحاجز الأمني، ماذا إذا علمنا بأن سنغافورة قامت بتطبيق عقوبات حمل الجوال أثناء القيادة منذ خمسة عشر عاما تقريبا فما بالكم بحزام الأمان ؟!!
كثيرة هي المواقف والقصص، ساد على الدورة جو الألفة والنقاش العفوي، كم استمعت في الأيام الثلاثة للدورة مع إخواني المتدربين، وأرجو أن يكونوا قد استمتعوا واستفادوا من ذلك كله، بسلوكيات عملية في إعادة نظرتهم للأمور من حولهم كما حرصنا على توضيح ذلك في عروض الفيديو والصور وفي تحليل المواقف التي تحدث في الدورة والمواقف التي من تجارب حياة كل منهم .. شكرا لهم ولكل من سعى دوما للرقي بنفسه .. وبالله التوفيق ..
محمد السقاف – الرياض
التعليقات:
اترك تعليقاً | عدد التعليقات: (19)
أكتب تعليق
لأفضل وأسرع تصفح لمدونة سقاف كوم استعمل فايرفوكس
في البداية أشكر الاستاذ الفاضل محمد على الجهد المبذول في سبيل إنجاح أي دورة يقدمها وكذلك استخدام التقنية الحديثة كي تخرج الدورة على الوجه المطلوب ولا انسى الفائدة الكبيرة التي خرجت بها من هذه الدورة فالله الحمد والشكر وللاستاذ الدعاء
أسال الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه
وأن يجمعنا على الخير دائما
محبكم أبو محمد
تقييم التعليق:
0 
0
موفق يا استاذ /محمد , واعتقد أننا نحن المسلمين بحاجة ماسة الى اعادة احياء حسن التعامل مع الكون أجمعه وخصوصا أن ديننا ظبط ذلك بشرع واسع شامل.
تقييم التعليق:
0 
0
يظهر لنا من حديثكم ان الدورة كانت مفيدة وممتعة جدا ..
استمتعت كثيرا بقراءة الموضوع ..
وفقكم الله يا استاذنا الفاضل ..
تقييم التعليق:
0 
0
اولاً : اشكر الاستاذ الفاضل محمد السقاف على ما قدمة في هذة الدورة
جعلها الله في ميزان حسناته والتي استفدت منها الشي الكثير
ثانياُ : اتمنى للاستاذ الفاضل محمد السقاف دوام الصحة والعافية والتميز
في المستقبل .
موفق ان شاء الله …
علي فهد الرسيني
دائرة التنسيق الاداري
تقييم التعليق:
0 
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
أستاذ الكريم / محمد السقاف وفقه الله
في البداية أود أن أتوجه لكم بفائق احترامي وتقديري على أتحفتنا به في البرنامج التدريبي الرائع ” مهارات التعامل في بيئة العمل” من فوائد ومعلومات قيمة استفدت منها شخصياً ,, بالإضافة إلى الفائدة الأكبر وهي التعرف على شخصكم حيث الشباب والطموح والثقافة العالية والطرح الجيد والتميز والنجاح ,, آملاً أن يتم التواصل بيننا لما يستجد من معلومات في مواضيع الإدارة والمشاريع وإدارة الذات والموارد البشرية والتدريب من عروض ودورات وندوات ومؤتمرات ..
ولن أنسى زملائي الذين شاركتهم حضور البرنامج فقد كان لهم دور كبير في إنجاح هذا البرنامج التدريبي ,,
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخوكم / وليد الدخيل ,,
تقييم التعليق:
0 
0
استاذي محمد السقاف _ استفدت كثيراً من الكلام المكتوب أعلاه …
جميل جداً أن نتعلم إدارة سلوكنا الإنساني بدءاً من أنفسنا ومع من حولنا عبّر اتصال فعال لنحول
الصراعات إلى حوارات ذو نتائج باهرة كي نقلل من هجمات الضغط النفسي بقيادة قائد مثلك
ذو حنكة وفطانة في عالم واسع ^ _^… ولا ننسى أيضاً تبادل الخُبرات …
ننتظر المزيد والمزيد من الدورات …
وفقك الله لكل خير وكلّل أعمالك دائماً وأبداً بالنجاح والتوفيق …
تقييم التعليق:
0 
0
قبل أن أبدا بالرد على تعليقات الإخوة الكرام..
أود أن أشكر كل من سأل وتواصل عبر الموقع وعبر البريد في الفترة التي لم أكتب بها خلال شهر رمضان ..
وأيضا هناك من عاتبني أني لم أهنئهم بالعيد ولو في بداية مقالي هذا ، فأقول ما أقوله دائما في الأفراح والأعياد :
أنتم بهجة العيد وبسمته، فما أجمل أعيادي بوجودكم 🙂
تقييم التعليق:
0 
0
الأخ الكريم أبومحمد .. شكرا لتواجدك العاطر بين هذه الأسطر، ولكماتك الطيبة ..
استخدام النعم والوسائل الحديثة في ماينفع ترجمة لمعنى شكر الله عليها، سعدت بأنك استفدت من هذه الدورة ..
جمعنا الله على الخير دائما، موفق إن شاء الله ..
تقييم التعليق:
0 
0
الأخ الكريم أبو أحمد .. الخلق الحسن شامل في محتواه وأساليبه، كما يشمل كل من نتعامل معه من حولنا ليس على مستوى البشر فحسب بل مع كل ماهو من صنع الله ..
وأما اتساعه فبحسب مايعطيه الله الإنسان من الوعي يكون ذلك، ومن وسع.. وسع الله عليه، والله واسع عليم ..
شكرا لمرورك الكريم ..
تقييم التعليق:
0 
0
الأخت آلاء .. الحمد لله أنها كانت كذلك، وأول من يستفيد من الدورة حقيقة هو المدرب ..
شكرا لمرورك الكريم ..
تقييم التعليق:
0 
0
الأخ الكريم علي الرسيني، شكرا جزيلا لكلماتك الطيبة وأسأل الله لك دوام التوفيق والنجاح ..
ولاتنسى تمارين الصور وإعادة النظر للأمور فهذا سيفيدك جدا كخطوة عملية ..
شكرا مجددا ونلتقي بكل الخير إن شاء الله ..
تقييم التعليق:
0 
0
الأخ الكريم وليد الدخل.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
لك كل الود والتقدير على كلماتك وحضورك الجميل في الدورة وهنا، وكم سعدت أني استطعت إيصال الفائدة والحمد لله..
ويشرفني التواصل مع من هم بمثل شخصكم الكريم، أسأل الله لك دوام التوفيق والنجاح ..
شكرا لك مجددا ..
تقييم التعليق:
0 
0
اتمنى لكم التوفيق
وللاساتذة الكرام الذين كان لهم الدور البارز في نجاحنا
من اليمن السعيد أحييكم وأرسل لكم خالص التحايا
أخوكم
مغترب قي بلاده
تقييم التعليق:
0 
0
الأخ الكريم توب، شكرا لتعليقك وأسأل الله لك التوفيق والنجاح.
تقييم التعليق:
0 
0
عزيزى محمد ارجومن الله سبحانة وتعالى ان تكون اضافة لكل من يريد ان يرء العمل الناجح
مع الشكر اخى الكريم
تقييم التعليق:
0 
0
الأخ الكريم سلطان، آمين اللهم آمين ولك مثل ذلك وزيادة، مع دعائي لك بالتوفيق والنجاح.
تقييم التعليق:
0 
0
شكراّ لك هذى الكلمات الرائعه
تقييم التعليق:
0 
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم وكثر الله من أمثالك,من أجمل المدونات التي قرأتها بل هي أفضلها حتى الآن…هذة ليست مجاملة بل هي الحقيقة,,استفدت من مقالاتك كثيراً وخاصة
( ورشة عمل صناعة الأهداف) وسأحاول أن أجيب على التمارين ولكني أتساءل كيف أقيم نفسي وكيف أعرف أنني على الطريق الصحيح؟؟؟! أنا عازمة بكل صدق على تغيير نفسي للأفضل ليرضى عني الله سبحانه وتعالى
تقييم التعليق:
0 
0
بارك الله فيك اخي وشكرا لك على كل المعلومات، بالفعل أفدتني بخصوص معلومات عن الشركة بالسعودية
اتمنى لك الصحة والعافية
تقييم التعليق:
0 
0