تعجب أحد أصدقائي حين أخبرته بأني سأحضر دورة تصميم الحقائب التدريبية للمرة الثانية، وسائلني إن كان ذا هدر للوقت أو المال أو نوع من التكرار؟ ولكن ماذا عن صديقي الآخر الذي بعدما قرأ خبر الدورة السابقة صار كلما رآني قال: متى ستحضر لي حقيبة ياصاحب الحقائب 🙂 ، وهل الحقيبة التدريبية -كما سمعت- أوراق وقلم في شنطة؟
قمت بطرح سؤال: هل تهتم بالشهادة المقدمة في الدورات التدريبية؟ على التويتر و صفحة الفيس بوك وكانت النتيجة الإجمالية :
البعض ذكر اهتمامه كون بعضها له اعتماد محلي وأخرى له اعتماد دولي، والبعض اهتمامه لإضافتها في سيرته الذاتية، وللذكرى أيضا، والبعض يهمه محتوى الدورة فقط وإن لم يكن هناك شهادة، هذه النتيجة تفتح الباب لتساؤل آخر: إذا وجدت دورة تحتاجها، هل تقرر حضورها تبعا لتفاصيل الدورة والإعلان، اسم المدرب، جهة التدريب؟
تصميم الدورات التدريبية له منهجية ونظام منطقي من بدء الإعداد لحين التقديم وما بعده، ,ولنأخذ كمثال منهجية ADDIE ، وهنا نقسمها على ثلاث محاور رئيسية:
معرفة Knowledge ، مهارة Skills ، سلوك Attitude على أن هناك من يترجمها إلى Ability وهنا مقال جيد حول ذلك : Does the “A” in KSA mean Attitude or Ability؟
– عناصر الهدف التدريبي:
مثال: أن يطبع "فعل" ألف كلمة "محتوى" بدون أخطاء "معيار" باستخدام برنامج الطباعة "شرط".
وهي المرحلة الفنية التي يتم صب محتوى الإعداد في قوالب : ( حقيبة المتدرب ، وحقيبة المدرب ) لتبرز الحقيبة التدريبية متكاملة قابلة للتقييم ومن ثم التدريب.
وهنا يتم تقويم الحقيبة التدريبية وفق ثلاث معايير: العلمية، الفنية، المنهجية.
وهي أخطاء تتكرر مع كل من يقدم عرضا أو برنامجا عادة، ونخص المدربين بالذكر لأن الحديث عنهم هنا، وأحد أهم الحلول لتلافي ذلك هو إعداد حقيبة تدريبية منهجية، بتحليل الاحتياج الفعلي، وتصميم المحتوى والأدوات اللازمة، وتوافر مخطط الدورة وخطة العرض.
من واسع فضل المولى الكريم أن ألهمني استخدام منهجية تصميم التدريب في كتابة المقالات سيما وأن المدونة تأخذ طابعا موضوعيا تعليميا في أغلبها، وبالتالي كان بالإمكان تطبيق نموذج كولب لأنماط التعلم -مثالا- واستخدام أدواته في أبعاده الأربعة فتجد أغلب المقالات تحتوي على : معلومة نظرية أو إحصاءات، وأبيات شعر أو قصص أو تجارب شخصية، وفتح باب التعلم بالاكتشاف بين الأسطر أو بسؤال مباشر: ماذا تفعل لو؟، وكذلك بوضع خطوات عملية أو تقمص الأدوار وغيرها.
واليوم وبعد عامين من التجربة أجده قد آن وقت فصل كل أنموذج في مقالات تحمل سمته الخاصة كنوع من التخصص للقارئ ليجد ما يريده تحديدا، وتخفيف طول المقالات، مع الإبقاء على المقالات المطولة التخصصية للمهتمين، ويأتي دمج هذه المنهجية مع بديع ما أتعلمه في اللغة العربية وفنون الكتابة، وكذا الأساليب والأفكار الإخراجية الفنية، وتبقى مساحة الابتكار والإبداع حرة رحبة لمن يحلق فيها، ولعلي بعد أن حصلت على اعتماد تصميم الحقائب التدريبية من الأكاديمية الدولية للتدريب INTRAC، أن أقدم تطبيقا لهذه الدورة بإحدى هذه الأفكار إن شاء الله تعالى، ولله در امرء القيس حين قال:
فلو أنما أسعى لأدنى معيشةٍ | كفاني، ولم أطلب قليلٌ من المالِ |
ولكنـما أسعى لمجدٍ مؤثَّـلٍ | وقد يدركُ المجدَ المؤثَّلَ أمثالي |
وبالله التوفيق، محمد السقاف
اترك تعليقاً | عدد التعليقات: (7)
أنه أمرٌ جميل .. رغم عدم إهتمامي به أو معرفتي به
ولكن ما طرحت كان مُثري جدًا .
إتابعك دائمًا .. وبصمت
شكرًا لك .
🙂
تقييم التعليق: 0 0
Visio0onary أسعدني أن ذلك قد أفادك، وشكرا لمتابعتك وتعليقك.
بالتوفيق إن شاء الله.
تقييم التعليق: 0 0
الاخ محمد
يسعدني قراءة تدويناتك من فترة لأخرى. الموضوع شيق.
اردت ان أضيف ان من ضمن الطرق ما يسمى
Bloom’s Taxonomy of Learning Domains
ومن هذا انطلقت جميع طرق التصميم الاخرى في وجهة نضري ، و اتمنى لك التوفيق.
تقييم التعليق: 0 0
الأخ الكريم فواز العمران أسعدني تعليقك وإضافتك القيمة، وجاري البحث والاطلاع.
موفق إن شاء الله
تقييم التعليق: 0 0
ارغب في التسجيل في دورة إعداد وتصميم الحقائب التدريبية
متى سيتم تقديمها في مدينة جدة
ولكم الشكر
تقييم التعليق: 0 0
ايضا رغبتي في التسجيل في دورة إعداد وتصميم الحقائب التدريبية
متى سيتم تقديمها في مدينة الرياض
تقييم التعليق: 0 0
بارك الله بيكم
تقييم التعليق: 0 0